عمارة المساجد

عِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ

الخطبة الأولى
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مَا تَجِدُونَهُ أَمَامَكُمْ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا مَتَاعُهَا قَلِيلٌ، وَهِيَ دَارُ الْغُرُورِ، فَلَا يَغْتَرُّ بِزِينَتِهَا إِلَّا مَغْرُورٌ؛ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾.
أَيُّهَا النَّاسُ: المَسَاجِدُ بُيُوْتُ اللهِ-تَعَالَى-، وهِيَ أَحَبُّ البِقَاعِ إِلَيْهِ، وقَدْ أَضَافَهَا لِنَفْسِهِ؛ تَشْـرِيْفًا وتَكْرِيْمًا لَها، وأَكْثَرَ -سُبْحَانَهُ- مِنْ ذِكْرِهَا، تَعْظِيْمًا لِقَدْرِهَا، وتَنْوِيْهًا بِفَضْلِهَا، ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾، عُمَّارُهَا صَفْوةُ الخَلْقِ مِنْ الأَنْبِيَاءِ وأَتْبَاعِهِمْ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾، وحِيْنَ وصَلَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى قُبَاءٍ بَنَى مَسْجِدَهَا، ولمَّا نَزَلَ المَدِيْنَةَ بَنَى مَسْجِدَهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ-.
ومِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْمُؤْمِنُ لِرَبِّهِ أَنْ يَبْنِيَ مَسْجِدًا أَوْ يُشَارِكَ فِي بِنَائِهِ؛ ففِيهَا يُعْبَدُ -سُبْحَانَهُ- وَيُوَحَّدُ، وَيُذْكَرُ فِيْهَا اسْمُهُ وَيُتْلَى كِتَابُهُ، وَفِيهَا يُنْشَـرُ الْعِلْمُ وَيُرْفَعُ الْجَهْلُ، وَفِيهَا الْمَوَاعِظُ وَالْخُطَبُ، فَتَلِينُ الْقُلُوبُ بَعْدَ قَسْوَتِهَا، وَتَتَنَبَّهُ مِنْ غَفْلَتِهَا، وقَدْ أَثْنَى سُبْحَانَهُ عَلَى عُمَّارِ الْمَسَاجِدِ بِبِنَائِهَا وإِصْلَاحِهَا، وبِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فِيْهَا، فَقَالَ:﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾. وَالْمُخْلِصُ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ يُجْزَى بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؛ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَمَهْمَا صَغُرَتْ مِسَاحَةُ الْمَسْجِدِ فَإِنَّ صَاحِبَهُ يَسْتَحِقُّ مَا رُتِّبَ عَلَيْهِ مِنَ الْأَجْرِ، وَكَذَلِكَ لَوِ اشْتَرَكَ بِجُزْءٍ يَسِيرٍ فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ فَلَهُ أَجْرُ مَا اشْتَرَكَ بِهِ؛ لِمَا فِي حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)، وَالْقَطَا نَوْعٌ مِنَ الطَّيْرِ، وَمَفْحَصُهَا هُوَ مَوْضِعُ بَيْضِهَا.
ومِنْ مَقَاصِدِ الشَّـرِيْعَةِ فِي المَسَاجِدِ: ائْتِلَافُ القُلُوْبِ واجْتِمَاعُ الكَلِمَةِ، فَلا يَجُوْزُ أَنْ يُتَّخذَ مِنْهَا أو فِيْهَا فُرْقَةً واخْتِلَافًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى﴾.
وكَمَا تَكُونُ عِمَارَةُ المَسَاجِدِ حِسِّيَّةً، فَإِنَّهَا تَكُونُ مَعْنَوِيَّةً بِالصَّلَاةِ فِيْهَا، وذِكْرِ اللَّهِ وتِلَاوَةِ كِتَابِهِ، وَتَعَلُّمِ القُرْآنِ وَتَعْلِيمِهٍ، ونَـشْـرِ العِلْمِ الَّذِيْ أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُوْلِهِ، وهَذَا مِنْ أَشْرَفِ أَنْوَاعِ العِمَارَةِ وأَخَصِّهَا، وهُوَ مَعْدُودٌ فِي الرِّبَاطِ، وسَبَبٌ لِمحْوِ الخَطَايَا ورَفْعِ الدَّرَجَاتِ ودُعَاءِ المَلَائِكَةِ، وهُوَ طَارِدٌ لِلْهُمُومِ وَالْغُمُومِ وَالْوَسَاوِسِ، وفِيْهِ تَأَسِّيٌ بِالنَّبِيِّ ﷺ والسَّلَفِ الصَّالِحِ، قَالَ الشَّعْبِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: “كَانُوا إِذَا فَرَغُوا مِنْ شَيْءٍ أَتَوُا الْمَسَاجِدَ”. فَحَرِيٌّ بِالمُسْلِمِ أَنْ يَكُوْنَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا بِالمسْجِدِ، سَرِيْعًا فِيْ إِجَابَةِ النِّدَاءِ، بَطَيْءً فِيْ الخُرُوْجِ مِنْهُ، وأَنْ يَكُونَ لَهُ فِي بَابِ النَّفَقَةِ عَلَيْهِ عَطَاءٌ، بِبِنَاءِ مَسْجِدٍ أَوْ مُشَارَكَةٍ فِي بِنَائِهِ، وبصِيَانَتِهِ وإِصْلَاحِهِ؛ لِئَلَّا يُحْرَمَ مِنْ هذا الْخَيْرِ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنْ اَلْآَيَاتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اَلْلهَ اَلْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: المَسَاجِدُ أَعْظَمُ الأَوْقَافِ، وعَامِرُهَا أَوِ الْمُشَارِكُ فِيْهَا يَبْقَى أَجْرُهُ مَا بَقِيَ يُصَلَّى فِيْهِا، ولَا يَجُوْزُ اسْتِغْلَالُهَا ولَا التَّعَدِّيْ عَلَيْهَا أَوْ عَلَى أَرَاضِيْهَا أَوْ مَرَافِقِهَا أَوْ خَدَمَاتِهَا مِنْ مَاءٍ أَوْ كَهْرَبَاءٍ، بِاسْتِعْمَالِها فِيْ غَيْرِ مَا خُصِّصَتْ لَهُ، وهُوْ اخْتِلَاسٌ يُنَاقِضُ عِمَارَتَهَا.
ومِمَّا يَدْخُلُ فِيْ عِمَارَةِ الْمَسَاجِدِ: تَطْهِيرُها وَتَنْظِيفُهَا، وتَهْيِئَتُهَا لِلْمُصَلِّيْنَ والذَّاكِرِيْنَ، وتَعَاهُدُها وَمُلْحَقَاتُهِا بِالصِّيَانَةِ الدَّائِمَةِ؛ لِيَكُونَ أَبْقَى لَهَا، وَأَكْثَرَ رَاحَةً وَخُشُوعًا لِلْمُصَلِّينَ، وَأَكْثَرَ لِجَمَاعَةِ الْمَسْجِدِ، فَيَحْصُلُ لَهُ أَجْرُ الْقِيَامِ عَلَى الْمَسْجِدِ، مَعَ مَا يَنَالُهُ مِنْ دَعَوَاتِ الْمُصَلِّينَ، وهُوَ مِنْ عَمَلِ الأَنْبِيَاءِ والرُّسُلِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾. وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَحْتَفِي بِمَنْ يُنَظِّفُ الْمَسْجِدَ، وَيَسْأَلُ عَنْهُ إِذَا فَقَدَهُ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: “أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ -أَوْ قَالَ قَبْرِهَا-، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ -: “وَكَنْسُ الْمَسَاجِدِ وَإِزَالَةُ الْأَذَى عَنْهَا فِعْلٌ شَرِيفٌ، لَا يَأْنَفُ مِنْهُ مَنْ يَعْلَمُ آدَابَ الشَّـرِيعَةِ …وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِيَدِهِ”.
وَتَطْيِيبُ الْمَسَاجِدِ وَتَجْمِيرُهَا مِمَّا يُدْخِلُ الْأُنْسَ عَلَى الْمُصَلِّينَ، وَيَكُونُ سَبَبًا فِي خُشُوعِهِمْ، وَيَطْرُدُ الرَّوَائِحَ الْكَرِيهَةَ الَّتِي تَقَعُ بِسَبَبِ الْأَنْفَاسِ وَالِازْدِحَامِ، وَهِيَ رَوَائِحُ تُؤْذِي الْمُصَلِّينَ، وَتُذْهِبُ خُشُوعَهُمْ، وَالنَّاسُ فِي تَجْمِير الْمَسَاجِدِ وَتَطْيِيبِهَا طَرَفَانِ وَوَسَطٌ؛ فَطَرَفٌ يُهْمِلُونَ ذَلِكَ، فَلَا طِيبَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَلَا تَهْوِيَةَ، وَطَرَفٌ يُسْـرِفُونَ فِي ذَلِكَ حَتَّى يُؤْذُوا بِهِ الْمُصَلِّينَ، وَلَا سِيَّمَا مَنْ يَتَحَسَّسُونَ مِنْ رَوَائِحِ الطِّيبِ أَوْ يُعَانُونَ مِنْ أَمْرَاضٍ تَنَفُّسِيَّةٍ، وَالْوَاجِبُ مُرَاعَاةُ حَالِ الْمُصَلِّينَ فِي ذَلِكَ، بِحَيْثُ تَكُونُ رَوَائِحُ الْمَسَاجِدِ طَيِّبَةً وخَفِيْفَةً لَا تُؤْذِي الْمُصَلِّينَ.
هَذَا وصَلُّوُا وسَلِّمُوُا عَلَى المبْعُوْثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ فِيْ كِتَابِهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ…﴾.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ ورَسُوْلِكَ مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وصَحَابَتِهِ والتَّابِعِيْنَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
اللَّهُمْ أعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ، وأَذِلَّ الشِّـرْكَ والمُشْـرِكِيْنَ، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ، واجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وسَائِرَ بِلَادِ المسْلِمِيْنَ.. اللَّهُمْ مَنْ أَرَادَ بِالإِسْلِامِ والمُسْلِمِيْنَ سُوْءٍ فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ، واجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ.
اللَّهُمْ احْفَظْ إِخْوَانَنَا المُسْتَضْعَفِيْنَ فِي فَلَسْطِيْنَ وفِي السُّوْدَانِ وفِيْ كُلِّ مَكَانْ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا، وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَائَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، ووَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ واكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ.
اللَّهُمْ انْـصُـرْ جُنُوْدَنَا المُرَابِطِيْنَ، اللَّهُمْ ثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ، وسَدِّدْ رَمْيَهُمْ، وانْصُرْهُمْ عَلَى القَوْمِ الظَّالِمينَ.
اللَّهُمْ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الـشَّـرِيْفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِهِمْ لِلْبِرِّ والتَّقْوَى، اللَّهُمْ وَفِّقْهُمْ لِهُدَاكَ واجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِيْ رِضَاكَ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ