تحريمُ الابتداعِ في الدينِ ومن ذلك بدعةُ المولِدِ النبويِّ
- بتاريخ : الأربعاء 29 ربيع الأول 1446ﻫ
- مشاهدات :
تحريمُ الابتداعِ في الدينِ ومن ذلك بدعةُ المولِدِ النبويِّ
الخطبة الأولى
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضْللْ فلا هاديَ له، وأَشهدُ أنْ لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأَشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغَ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأُمَّةَ، وكَشَفَ اللهُ به الغُمَّةَ، وجَاهَد في اللهِ حقَّ جهادِه حتى أتاه اليقينُ من ربِّه، فصلواتُ الله وسلامُه عليه ما تعاقَبَ الليلُ والنهارُ إلى يومِ الدين، أما بعدُ: فاتَّقُوا اللهَ أيُّها المسلمونَ ، واحذَرُوا من الابتداعِ في الدينِ ، واعبدُوا ربَّكم كَمَا أمَرَكُم ، فإنَّ اللهَ لا يقبلُ عبادةً إلا بإخلاصٍ ومتابعةٍ .
أيُّها المسلمون، لَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عبادَه المؤمنين بأنْ يردُّوا كُلَّ تنازُعٍ في أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وذلك في قولِه سبحانَه: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ .
والكتابُ والسُّنةُ هما مصدرا الشريعةِ الإسلاميَّةِ وفيهما ينحصِرُ. ولقد امتنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ على هذه الأمَّةِ بعلماءَ وفقهاءَ من الصحابةِ والتابعينَ وممَّنْ جاءَ بعدَهم، بَذَلُوا أعمارَهم في فهمِ الكتابِ والسُّنَّةِ وبيانِهما .
ومع تَطَاوُلِ الأَمَدِ وتفشِّي العصبيَّاتِ المذهبيَّةِ والتحزُّبِ الممقوتِ، بدأَ الناسُ يبتعدون شيئًا فشيئًا عن نصوصِ الوحيَيْن من الكتابِ والسنَّةِ، ويتعلَّقون بآراءِ العلماءِ والفقهاءِ وتحريراتِهم في المسائلِ المختلفَةِ، وهذا مخالِفٌ للأصلِ الذي ينبغي أن يتمسَّك به أهلُ الحقِّ وهو التعلُّقُ بالنصِّ الشرعيِّ من الكتابِ وصحيحِ السُّنَّةِ الذي هو حجَّةٌ في ذاتِه بينما قولُ العالِم تعوزُه الحجَّةُ والدليلُ. وليسَ في ذلك انتقاصٌ من شأنِ العالِم ، بلْ نقطَعُ بأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ الْأُمَّةِ قَبُولًا عَامًّا يَتَعَمَّدُ مُخَالَفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ سُنَّتِهِ؛ دَقِيقٍ وَلَا جَلِيلٍ فضلاً عن أن يَقْصِدَ إلى مخالَفَةِ كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وحاشاهم رضيَ اللهُ عنهم وغَفَرَ لهم.
ولا شكَّ أنَّ علماءَ الدِّين كلَّهم مجمعون على قَصْدِ إظهارِ الحقِّ الذي بعَثَ اللهُ به رسولَه صلَّى الله عليه وسَلَّمَ، وأنْ يكونَ الدِّينُ كلُّه لله وأنْ تكونَ كلمتُه هي العليا ، وكلُّهم معترفون بأنَّ الإحاطةَ بالعِلم كلِّه ليس هو مرتبةَ أحدٍ منهم ولا ادَّعاه أحدٌ من المتقدِّمين ولا مِن المتأخِّرين؛ فلهذا كانَ أئمةُ السَّلَفِ الْمُجمَعِ على علمِهم وفضلِهم يَقبَلون الحقَّ مِمَّن أوردَه عليهم وإنْ كان صغيراً ويوصُون أصحابَهم وأتباعَهم بقَبُول الحقِّ إذا ظَهَرَ في غير قولِهم.
ولا يَخفَى أنَّ صحابةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أوسعُ هذه الأمة عِلمًا وأشدُّهم اتِّباعًا لأقوالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأفعالِه، يقول ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنه ((كَانُوا أَبَرَّ هَذِهِ الأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا وَأَقْوَمَهَا هَدْيًا وَأَحْسَنَهَا حَالا، قَوْمٌ اخْتَارَهُمُ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ وَاتَّبِعُوهُمْ فِي آثَارِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ)).
وَقَدْ كَانَ الْعُلَمَاءُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ من الأئمَّةِ إذَا تَنَازَعُوا فِي الْأَمْرِ اتَّبَعُوا أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾.
ومع إقبالِ شهرِ ربيعٍ الأولِ من كلِّ عامٍ، تطفو على السطحِ قضيَّةُ الاحتفالِ بذكرى المولِدِ النبويِّ، وهي من جملةِ ما أحْدَثَه الناسُ من البِدَعِ المنكَرَةِ المردودَةِ؛ فهي بدعَةٌ مُحدَثَةٌ في الدينِ اكتَمَلَ أركانُ الابتداعِ فيها من إحداثِ قُرْبَةٍ لم يشْرَعْها اللهُ ولا رسولُه، وتخصيصُ يومٍ لإقامَتِها، وبها نوعُ مُشابَهةٍ للمشركينَ.
أما وجهُ كونِ ذلك إحداثُ قربةٍ لم يشْرَعْهَا اللهُ ولا رسولُه فذلك متمثِّلٌ باعتبارِ زمنٍ من الأزمان شعيرةً دينيةً يُنتدَبُ الناسُ فيه للتقرُّبِ إلى اللهِ بدون بيِّنةٍ شرعيَّةٍ، فهو إحداثٌ محرَّمٌ؛ يقولُ اللهُ تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾.
ومعلومٌ أنَّ الرسولَ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لم يفْعَلْه، ولا خلفاؤُه الراشدون، ولا غيرُهم من الصحابَةِ رضوانُ اللهِ على الجميعِ، ولا التابعون لهم بإحسانٍ في القُرونِ المفضَّلَةِ، وهم أعلمُ الناسِ بالسُّنَّةِ، وأكملُ حباً لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ومتابعةً لشرعِه ممَّنْ بعدَهم، وقد ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسَلَّمَ أنه قالَ: «مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، أي : مردودٌ عليه، وقال في حديثٍ آخرَ :«عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ».
وأولُ مَن أحدَثَ الاحتفالَ بالمولِدِ النبويَّ هم بنو عُبَيْدٍ القدَّاح (العُبيديون)، الذين يُسمُّون أنفسَهم بالفاطميين، وذلك في المئَةِ الرابِعَةِ من الهجرَةِ. قال المقريزِيُّ: (وكان للخلفاءِ الفاطميِّينَ في طولِ السَّنَةِ أعيادٌ ومواسِمُ، وهي: موسِمُ رأسِ السَّنَةِ، وموسِمُ أوّلِ العامِ، ويومُ عاشُوراء، ومولِدُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ). انتهى كلامه . فيظَهَرُ بهذا أنَّها حَدَثَتْ في عصرِ الدولةِ العُبيديَّةِ، وقد قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».
أيها المسلمون، لقَدْ تظافَرَتْ أقوالُ علماءِ المسلمين وتواتَرَتْ فتاويهم في القديمِ والحديثِ على بدعيَّةِ الاحتفالِ بمولِدِ سيِّدِ البَشَرِ، وأنَّه مما دخَلَ في دينِنا، وهاكَ أقوالَ بعضِ هؤلاءِ العلماءِ الأجلاءِ، واستمِعْ لـمَا ينُصُّونَ عليه حتى لا تلتَبِسْ عليك الشكوكُ والأوهامُ من هنا أو هناك.
قالَ الشيخُ اللخْمِيُّ المشهورُ بالفاكهانيِّ المالكيّ رحمَه اللهُ: (لا أعلمُ لهذا المولِدِ أصلاً في كتابٍ ولا سنَّةٍ، ولا ينقَلُ عملُه عن أحدٍ من علماءِ الأمَّةِ، الذين هم القُدْوَةُ في الدينِ، المتمسِّكُون بآثارِ المتقدِّمِين، بل هو بدعَةٌ أحدَثَها البطَّالون، وشهوةُ نفسٍ اعتَنى بها الأكَّالون). انتهى كلامه.
وقال ابنُ الحاجِّ رحمه الله: (وَمِنْ جُمْلَةِ مَا أَحْدَثُوهُ مِنْ الْبِدَعِ مَعَ اعْتِقَادِهِمْ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ الْعِبَادَاتِ وَإِظْهَارِ الشَّعَائِرِ مَا يَفْعَلُونَهُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ مَوْلِدٍ وَقَدْ احْتَوَى عَلَى بِدَعٍ وَمُحَرَّمَاتٍ). انتهى كلامه .
وقال أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ المحضارُ رحمه الله: (ليلةُ المولِدِ لم يكن السَّلَفُ الصالحُ يجتمعون فيها للعبادةِ ولا يفعلون فيها زيادةً على سائرِ ليالي السنَّةِ؛ لأنَّ النبيَّ لا يُعَظَّمُ إلا بالوجهِ الذي شُرِعَ به تعظيمُه). انتهى كلامه .
وقال الشيخُ محمَّدُ بنُ عبدِ السلامِ الشقيري رحمه الله:(فاتخَاذُ مولِدِه موسماً والاحتفالُ به بدعةٌ منكَرَةٌ، وضلالَةٌ لم يَرِدْ بها شرعٌ ولا عَقْلٌ، ولو كان في هذا خيرٌ كيفَ يغفلُ عنه أبو بكرٍ وعمَرُ وعثمانُ وعليٌّ وسائرُ الصحابةِ والتابعون وتابعوهم والأئمةُ وأتباعُهم). انتهى كلامه .
وقال السيدُ علي فكري رحمه الله : (لم يكن في سنَّةِ العَرَبِ أن يحتفلوا بتاريخِ ميلادٍ لأحدٍ منهم، ولم تجْرِ بذلك سنَّةُ المسلمين فيما سَلَفَ، والثابِتُ في كُتُبِ التاريخِ وغيرِها أنَّ عادَةَ الاحتفَالِ بمولِدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ من العادَات المحْدَثَةِ). انتهى كلامه .
وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: (هذه الموالِدُ بدعةٌ بلا نزاعٍ، وأوَّلُ من ابتدَعَ الاجتماعَ لقراءَةِ قصَّةِ المولِدِ أحدُ ملوكِ الشراكِسَةِ بمصرَ). انتهى كلامه .
وقال ابنُ بازٍ رحمه الله: (وإحداثُ مثلِ هذه الموالِدِ يُفْهَمُ منه أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى لم يُكْمِل الدينَ لهذه الأمَّةِ، وأنَّ الرسولَ عليه الصلاةُ والسَّلَام لم يبلِّغْ ما ينبَغِي للأمَّةِ أنْ تعمَلَ به.. حتَّى أتى هؤلاءِ المتأخرون فأحدَثُوا في دينِ اللهِ). انتهى كلامه .
وقالَ العلَّامَةُ ابنُ عثيمينَ رحمَهُ اللهِ: (الاحتفَالُ بمولِدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ من أجلِ التَّقرُّبِ إلى اللهِ وتعظيمِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عبادةٌ، وإذا كان عبادةً فإنه لا يجوزُ أبداً أنْ يُحْدَثَ في دينِ اللهِ ما ليس منه، فالاحتفالُ بالمولِدِ بدعةٌ محرمةٌ). انتهى كلامه .
وقال الشيخُ علي محفوظ من كبارِ علماءِ مصرَ رحمَه اللهُ: (قيلَ: أولُّ مَنْ أحدَثَهَا -أي الموالدَ- بالقاهرةِ الخلفاءُ الفاطميُّون في القرنِ الرابِعِ، فابتدَعُوا ستَّةَ موالدَ: ومنها المولدُ النبويَّ…). انتهى كلامه .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَعَصَمَهُ وَآوَاهُ.
أيها المسلمون، وفي الاحتفالِ بالمولِدِ النبويِّ تشبُّهٌ بالكافرينَ ، وقد قالَ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: «فَمَنْ».
فالاحتفالُ بميلادِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فيه تشبُّهٌ بالاحتفالِ بميلادِ المسيحِ عيسى بنِ مريمَ عليهِ السلامُ، ويُقِيمُه المبتدِعَةُ على اعتبارِ أنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أجدرُ وأولى بالتكريمِ من عيسى عليه السلامُ، وفيه تُنشَدُ القصائدُ في مَدْحِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإطرائِه، مع ورودِ نهيِه بقولِه: «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ».
أيها المسلمونَ، احذَروا الابتداعَ في دينِ اللهِ ، واعلَموا أنَّ الخيرَ في اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفَ ، وأنَّ البدعةَ لا تُقَرِّبُ صاحبَها لربِّ العالَمِين ، بل صاحِبُها آثمٌ مأزورٌ .
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرَرِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْمَحْشَرِ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَأَهْلِنَا وَمَالِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وليَّ أمرِنا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُ الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
جزى الله خيرا من أعدها وكتبها .
◙ انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية
◙ قناة التيلغرام :
◙ الموقع الاكتروني :
◙ وصلنا ولله الحمد إلى 20 مجموعة واتس ، وهذا رابط المجموعة رقم 9
https://chat.whatsapp.com/K2pfdifAUjaKSeoyj6ZFbH