إقامةُ الصلاةِ

إقامةُ الصلاةِ

الخطبة الأولى

الحمدُ للهِ الذي شرعَ الصلاةَ خضوعًا لجلالِهِ، وخشوعًا لعظمتِهِ، وتَواضعًا لكِبريائِهِ، وتَلذُّذًا بمناجاتِهِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لا يُركَعُ لغيرِهِ، ولا يُسجَدُ لسواهُ، وأشهدُ أنّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ، القائمُ الساجدُ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أما بعدُ: فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنجوى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

عبادَ اللهِ: إنَّ المحافَظَةَ على الصلاةِ وكثْرَةَ النوافِلِ سبَبٌ من أسبابِ مرافقَةِ النبيِّ ﷺ في الجنَّةِ. لقد كانَ ربيعةُ بنُ كعبٍ الأسلميُّ رضي الله عنه شابًّا مؤمنًا منْ شبابِ الصحابةِ، شرّفَهُ اللهُ بخدمةِ النبيِّ ﷺ، وفي ذاتِ يومٍ قالَ لهُ النبي ﷺ: «سَلْنِي». فقالَ ربيعةُ رضي اللهُ عنهُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قالَ ربيعةُ: هُوَ ذَاكَ. فقَالَ النبي ﷺ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».  رواه مُسْلِمٌ .

إنَّها الصلاةُ يا عبادَ اللهِ، الصلاةُ التي هي عمُودُ هذا الدينِ العظيمِ، خيرُ الأعمالِ، وأحبُّها إلى اللهِ. يقولُ النبيُّ ﷺ: «رَأْسُ الأَمْرِ الإسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ». رواه التِّرْمِذِيُّ وهو حديثٌ صحيحٌ. ويقولُ النبيُّ ﷺ: «اعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ». رواه أهلُ السُّنَنِ وهو حديثٌ حَسَنٌ.  ولكنْ، لماذا كانتِ الصلاةُ خيرَ الأعمالِ الصالحةِ؟. إنَّ إقامةَ الصَّلاةِ إعلانٌ بالطَّاعَةِ والاستجابةِ لأمرِ اللهِ الذي فرضَها على عبادِهِ يومَ المعراجِ، وجعلَها خمسَ صلواتٍ في العملِ وخمسينَ في الأجرِ، ثم قالَ سبحانَهُ في الحديثِ القدسيِّ: «أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي الحَسَنَةَ عَشْرًا». رواه البُخَارِيُّ .

إنَّ الصلاةَ نورٌ وبرهانٌ ونجاةٌ في الدنيا والآخرةِ. قالَ النبي ﷺ: «وَالصَّلَاةُ نُورٌ». رواهُ مُسْلِمٌ.

وذَكَرَ النبي ﷺ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَة، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ». حديثٌ حَسَنٌ .

الصلاةُ قُرَّةُ عينِ المؤمنينَ، ومَفْزَعُهم عندَ النوازلِ، يُناجُونَ فيها ربَّ العالمينَ، يَسمعُهم ويَرُدُّ عليهم. يقولُ النبيُّ ﷺ: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ». حديثٌ صحيحٌ، ويقولُ ﷺ: «إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ». رواه البُخَارِيُّ .

ويقول ﷺ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ». رواه مُسْلِمٌ .

الصلاةُ -إخوةَ الإسلام- طَهَارةٌ للعبدِ من خَبَثِ المعاصي، تنهاهُ عن الفواحشِ والمنكراتِ، وتكفِّرُ الذنوبَ والسّيئاتِ، وتُطفئُ نارَ الخَطِيئَاتِ.

أوَلمْ يقلْ ربُّ البريَّاتِ: ﴿وَأَقِمِ ‌الصَّلَاةَ إِنَّ ‌الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ ؟.

أوَلمْ يقلْ ربُّ الأرضِ والسماواتِ: ﴿وَأَقِمِ ‌الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ ؟.

إنَّ الصلواتِ الخَمْسَ نهرٌ طَهورٌ جارٍ، يمحُو اللهُ بهِ الخطايا. يقولُ النبيُّ ﷺ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟» قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا». متَّفَقٌ عليه .

عبادَ اللهِ: إنَّ اللهَ تعالى أمَرَ بإقامةِ الصلاةِ، فهيَ كالبيتِ الذي يُبنى بِنَاءً مُتَمَاسِكًا، حتى ينالَ العبدُ فضلَه، ويجني ثمرتَه، فكيفَ يقيمُ العبدُ الصلاةَ كما أمرهُ اللهُ؟ .

أولُ ما تَتَحَقَّقُ به إقامةُ الصلاةِ، أن تُحَافِظَ عليها كما أمرَ اللهُ، فإنَّ اللهَ وَصَفَ المؤمنينَ فقالَ: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ ‌يُحَافِظُونَ﴾.

وتَوعَّد اللهُ الذين يُضيِّعُون الصلاةَ، فقالَ: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ‌أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾.

بلْ إنَّ ترْكَ صلاةٍ واحدةٍ من أعظمِ المصائبِ، إنَّها أعظمُ من مصيبةِ مَنْ فقدَ جميعَ أهلِه ومالِه. يقولُ النبيُّ ﷺ: «مَنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ». رواه الإمامُ أحمدُ وهو حديثٌ صحيحٌ .

كيفَ لا؟! والنبيُّ ﷺ يقولُ: «لَا تَتْـرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ».  رواه الإمامُ أحمدُ وهو حديثٌ صحيحٌ .

ومِنْ إقَامَةِ الصلاةِ أنْ تؤدِّيَها في وقتِها، فإنَّ الصلاةَ كانتْ على المؤمنينَ كتابًا موقوتًا، وقدْ توعَّدَ اللهُ الذينَ يؤخِّرونَ الصلاةَ عن مواقيتِها بالويلِ والهلاكِ، فقالَ سبحانه: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ ‌صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ .

وقد سألَ مُصْعَبُ بنُ سعدِ بنِ أبي وقّاصٍ أباهُ سعدًا رضيَ اللهُ عنهما عن هذه الآياتِ، فقال: يَا أَبَتَاهْ! أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، أَيُّنَا لا يَسْهُو؟ أَيُّنَا لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ؟!. قَالَ: «لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ إِضَاعَةُ الْوَقْتِ، يَلْهُو حَتَّى يَضِيعَ الْوَقْتُ». أَثَرٌ صحيحٌ .

ومن إقامةِ الصلاةِ أن تُحْسِنَ طُهُورَها، وتُتِمَّ قيامَها ورُكُوعَها وسجودَها، فإنَّ الصلاةَ عبادةٌ لها شروطٌ وأركانٌ وواجباتٌ وسُنَنٌ، ويجبُ على المسلمِ أن يُصليَ كما كانَ النبيُّ ﷺ يُصَلِّي.

يقولُ النبيُّ ﷺ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ». رواه أهلُ السُّنَنِ وهو حديثٌ صحيحٌ .

ومن إقَامَةِ الصلاةِ أن تُحَقِّقَ الإخلاصَ والخشوعَ فيها، ولا تَلْتَفِتَ فيها عن اللهِ سبحانه، فإنَّ حضورَ القلبِ روحُ الصلاةِ، وبحسَبِ خُشُوعِكَ في صلاتكِ يكونُ أجرُكَ وثوابُكَ، فإنَّ اللهَ أثنى على المؤمنينَ الخاشعينَ فقال: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ ‌خَاشِعُونَ﴾ .

ويقول النبيُّ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ». رواه الترمذيُّ وهو حديثٌ صحيحٌ .

ويقولُ النبيُّ ﷺ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا». رواه الإمامُ أحمدُ في مسنَدِه ورواه أهلُ السُّنَنِ وهو حديثٌ صحيحٌ .

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونفَعَني وإياكُم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم فاسْتَغْفِروه، إنّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبةُ الثانيةُ

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَنْ وَالَاهُ.

 أما بعدُ: فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ وأطيعُوه، واعْلَمُوا أنَّه يعلمُ ما في أنفُسِكُم فاحْذَرُوه.

إخوةَ الإسلامِ: يقولُ النبيُّ ﷺ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ». رواهُ أهلُ السُّنَنِ وهو حديثٌ صحيحٌ .

إنَّ الصلاةَ ميزانُ صلاحِ الأعمالِ، ومقياسُ محبّةِ العبدِ وتعظيمِهِ للهِ سبحانَه، فمَنْ حَفِظَها وحافظَ عليها كما أمرَهُ اللهُ فقدْ حَفِظَ دينَه، ومَنْ ضَيَّعَها كانَ لما سِواها من دينهِ أضيَعُ.

اللهم أعنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ. اللهُمَّ اجْعلنا مُقيمي الصلاةِ ومِنْ ذُرِّيَاتِنا، ربَّنَا وتقبَّلْ دُعَاءَنا.

عِبَادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَأَتْبَاعِهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ بِتَوْفِيقِكَ وَتَأْيِيدِكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ الْطُفْ بِإِخْوَانِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ فِي فِلِسْطِينَ وَالسُّوْدَانِ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا وَعَقِيْدَتَنَا وَقَادَتَنَا وَرِجَالَ أَمْنِنَا بِسُوءٍ، فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيراً عَلَيْهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ. اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالرِّبَا، وَالزِّنَا، وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ، وَسُوءَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بَلَدِنَا هَذَا خَاصَّةً وَسَائِرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً.

عِبَادَ اللهِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

  • انتقاء وتنسيق مجموعة خطب منبرية :

– الموقع الاكتروني : https://kutabmnbr.com/

–  قناة التيلغرام : https://t.me/kutab

– إحدى مجموعات الواتس علما بأننا وصلنا إلى 20 مجموعة :  https://chat.whatsapp.com/IjHoqRhJJtbLFYw2XqdmQo

 

– جزى الله كاتبها خيرا .